العلاقة الحائرة..

علاقة توسطت بين علاقتين، ما موقف أحد الأطراف منها؟ و ما مدى أثرها على علاقة هذين الشخصين؟
و لأقرب لكم الصورة، يتضح المقال بالمثال:
شخص في نفسه موقف من شخص آخر، لأي سبب من الأسباب : اختلاف وجهات نظر، قضية طلاق، علاقات تجارية خاسرة ولدت بعض المشاكل و الحزازات، أو أي مشكلة اجتماعية أو أسرية….
يأتي طرف ثالث ليكون بذلك أحد عناصر المثلث الغير متساوي الأضلاع؛فيتوسط بين العلاقتين.
هب أنك أنت الطرف الثاني، ما موقفك من هذا الشخص الثالث؟؟
و كيف ستكون علاقتك بالطرف الأول؟
القراء الكرام :
دعونا نتأمل قول الله عز و جل:
“ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم “

قال العلامة ابن سعدي رحمه اللَّه : ((وهذا دعاء شامل لجميع المؤمنين من السابقين من الصحابة، ومن قبلهم، ومن بعدهم، وهذا من فضائل الإيمان، أن المؤمنين ينتفع بعضهم ببعض، ويدعو بعضهم لبعض، بسبب المشاركة في الإيمان، المقتضي لعقد الأخوة بين المؤمنين، التي من فروعها أن يدعو بعضهم لبعض، وأن يحب بعضهم بعضاً؛ ولهذا ذكر اللَّه تعالى في هذا الدعاء نفي الغل في القلب الشامل لقليله وكثيره، الذي إذا انتفى، ثبت ضده، وهو المحبّة بين المؤمنين)
من هنا لابد أن نعي أساس العلاقة بين المؤمنين، حب وليس كرهًا، تعاون على البر و التقوى بعيدًا عن الأنانية.
أيها الفضلاء :
حين تسمو الروح، تسمو بذلك في تعاملها و علاقاتها، و هنا حري بنا أن نتذكر قول الرسول عليه الصلاة و السلام:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
دعوا تلك العلاقات الدنيوية بعيدًا، و ارتقوا في علاقاتكم بالآخرين، و اجعلوا هذا القلب الصغير يحمل أجمل معاني الحب، فمنه تشرق أجمل العلاقات، و منها خيوط تصل بين أسما الكائنات..
أيها الفضلاء :
لا تسمحوا لأي أحد أن يكون متطفلًا يقتات على خلاف حدث بينكم و بين قريب أو صديق.
سامحوا و اعفوا و اغفروا؛ يغفر الله لكم، و اجعلوا عفوكم لوجه الله؛ فهو سبحانه الذي يكافئ على الإحسان إحسانًا، أجمل، و أعظم من إحسان البشر…..
نصيحة :
عندما تتوسط بين علاقتين،
كن واسطة خير، ومحايدًا مع الأطراف المختلفة؛ فقد تجهل سبب الخلاف، و لا تستفيد من تحيز ذاتي مبني على جهل..