باختصار: من أنا؟؟

لن أطيل عليكم بسرد جوانب من حياتي، فلها موضع آخر في كتاب ، لكن يكفي أن أقول، وبكل فخر:
نعم، أنا تلك الفتاة البسيطة التي عاشت يتيمة، في القرية،وتولت والدتها تربيتها، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه بفضل من الله، وجهود أمي،
جعل الله الفردوس سكنًا لها ولوالدي، وجمعنا بهم، بعد عمر مديد في طاعته، في الفردوس من الجنة..

طالبتي النجيبة: أنا وأنت نبني مجدًا..

لأني معك أبني مجدًا للأمة
وبك أزرع أقوى نبتة
ومن جمال روحك أسعد بأجمل لحظة
و لك أقطف أروع ثمرة..
هل أدركتِ الآن يا صديقتي؟
أنا معك لست معلمة؛ بل صديقة تشاركك الهموم، وتتأمل معك جمال الغيوم، وتترقب منك مزنًا كما تترقبه منها.
طالبتي الجميلة، المجد بك يزهو، حينما يكون مداده ما تحفظين وتعلمين من كتاب الله، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وما تظهرين للمجتمع في سلوكك، وتعاملك..

وقفة تصحيح:

هناك من لديهم حساسية عندما يقابلون طلابهم بعد سنوات( وجهة نظرهم أنهم قطعوا شوطًا في سنوات عمرهم وكأن أولئك الطلاب ينذرونهم بقرب الأجل، نسأل الله السلامة والعافية)

عن طالباتي:

احترت كثيرًا من أي موقف أبدأ
وبأي مرحلة أقدم، مواقف كثيرة، ومشاعر متزاحمة، تكتنفني وأنا أعود بالذاكرة، لأقطف لكم ثمارًا مازالت يانعة، وحقيقة الأمر:
مادمت أيها القارئ الكريم لا تعاني من أي مشكلة فكرية، فاقطف من تلك الثمار ما شئت، وتوكل على الله*

صفحة جديدة :


هنا سأبدأ ببعض المواقف من المرحلة الابتدائية قبل تعييني الرسمي بفصل دراسي واحد.
درَّست الصف الخامس، ومن غرائب تلك المدرسة أنها دمجت الأسوياء مع صعوبات التعلم ( الصعبة جدًا) ممن يحتاجون متخصصين لتعليمهم،والتعامل معهم.
لا أخفيكم أنني أحب تدريس المرحلة الثانوية فما فوق، لكن الظروف وتجارب الحياة، جعلتني أقبل بالصف الخامس.
ومن مواقف ذلك الفصل الدراسي:
كانت عندي مناوبة( الفسحة) ونظامًا لا يحق للطالبات الدخول بالأكل داخل الفصل، فكنا نقف على الباب لنمنع ذلك، نهاية الفسحة، و بداية الحصة الرابعة، وكانت بعض الطالبات يجلسن أمام الباب للإفطار، ومن ثم يغادرن المكان دون رفع ما تبقى منهن، جاءت إحدى الطالبات قبل دخولها ورفعت ما تبقى من الأكل ثم همت بالدخول، فاستوقفتها قائلة : لم يا أمل رفعتِ بقايا الأكل بعد الطالبات؟
قالت بالحرف الواحد:
(إماطة الأذى عن الطريق صدقة)
هذا الجواب ليس غريبًا على طفلة تربت على يد عالم ومربي فاضل، فوالدها أحد المشايخ الفضلاء.. وكفى.