ممكن..؟!!
افسحوا المجال لبقية الاحتمالات، و لا تتشبثوا ب( ممكن واحد).
عشت ليلة ليلاء كما تقول العرب؛ بسبب تمسكي باحتمال واحد، و هو وجود حيوان في نافذة غرفتي من نوع( الفويسقات : الفأر و الجرذ و ما شابهها)
عشت تلك الليلة بين رعب و شجاعة،
الشجاعة أني لا أخاف من ذلك النوع من الحيوانات، و الرعب أنه في منتصف الليل و لا يمكن أن أخرج إلى الفناء الخارجي و هو يصول و يجول و أنا أسمع صوت مخالبه في حديد النافذة،ليس خوفًا لكن من باب اتقاء شره، و ليس عندي من يساعدني ولو بالصوت.
تواصلت مع أقرب الناس إلى قلبى، و رغم تباعد المسافات، و الحجر المنزلي، الناس نيام، و لم يرد علي سوى( تهاني) التي حملت من اسمها نصيبًا لي..
تهاني في مدينة أخرى و أنا في العاصمة، استأنست بحديثها، ثم استودعتني الله، و عدت إلى وضعي، و ما زلت أسمع تلك الأصوات لمخالبه..
و ما زلت بين مد و جزر،
( أخرج .. أم أبقى..)
أذن الفجر، و مازالت ( صلوا في بيوتكم تردد في أنحاء العاصمة و غيرها، و الله المستعان)
صليت و جلست أنتظر، زاد الصوت على نافذة الغرفة، و بعد قرار شجاع ألهمني الله به، خرجت، و إذ المفاجأة:
عصفور..
نعم عصفور قد هرب من عواصف و أمطار تلك الليلة، و جاء به القدر في نافذة غرفتي..!
دعوني و هذا العصفور البريء :
كم هي الشكوك و الظنون التي ساورتنا نحو الأشياء، و نحو الآخرين؟؟
و هل صدقت كلها؟
تأملوا معي قول الله تعالى :
{إن بعض الظن إثم}
أين نحن من (التمس له سبعين عذرًا)
لم لا يكون مع الممكن، ممكنًا و ممكنا؟؟
كم مرة ندمنا على قرار كان الأصل فيه( قرارًا، و ممكنًا واحدًا ؟ )
إلى متى ونحن نخسر كثيرًا من الناس، و من الأمور، بسبب هذا الممكن الغير ممكن؟!
أيها الفضلاء :
أنا لا أتحدث عن جانب من وحي الخيال؛ بل هو جانب واقعي، و الشواهد عليه كثيرة، فإلى متى؟؟
ذات يوم :
طرحت سؤالًا في أحد حسابات التواصل، و قد تكون صيغة السؤال غريبًا نوعًا ما، لكن :
الذي يعنيه الأمر، لم يجب!!
للأسف أجاب أحد الأشخاص الذي بالفعل لا يعنيه الأمر بتاتًا، و أخذ البقية إجابته ، و بدأوا ينظمون عليها سيلًا من احتمالاتهم، يمكن و يمكن، و للأسف لم يتدخل الغير ممكن..
و ليت الموضوع توقف عند هذا الحد، إنما تعداه إلى اتهام مديرتي في العمل، بأنها كذا و كذا…
و امتلأ الخاص عندي بأنواع الرسائل..!
و ظل الموضوع قرابة الأسبوع ، و هم يعيدون و يزيدون، و ينشرون احتمالاتهم و كأنها عين الحقيقة .
و الحقيقة يا كرام:
أنا لم أرد على أي رسالة؛ لأن الأمر لا يعنيهم، و المسؤول الذي سألته لم يجب على سؤالي، و لا على تفاعلهم؛ لذا جعلتهم يغردون في سربهم الخاص، و لست مسؤولة عن تصحيح مفاهيم أسماء مستعارة، أو حتى صريحة مادام هذا تفكيرهم( ظن، و ممكن ليس له وجود)
أيها الكرام ، تقول العرب :
أربع يسود بها العبد..
العلم
الفقه
الأمانة
الأدب
أين نحن من هذه السيادة الفريدة؟
أيها الكرام :
أن نظن أمرًا خاصًا بنا، و يخيب ذلك الظن، فهو أهون بكثير عندما نظن بالآخرين، و هذا دليل انعدام الفقه و العلم و الأمانة و الأدب..
{ إن بعض الظن إثم }
